" من فؤادي ... إلى الهادي ..."
بتّ ليلة ً وفي صدري نجيّة ً قد أسهرتني ... و هموما ً تضيّفتني ... و غموما ً تشعّبتني ... حتى توزّعتني الفكر ُ ... و تشاركتني الخواطر ...
وعلى غير سجيّتي ... أراني وقد تنازعتني أطياف الحزن ... و غُصصُ الكرب ...
ثم لم أزل أسائل نفسي يمينا ً و يسارا ً باطنا ً و ظاهراً حتى أتيتُ عليها جميعا ً.. وجاءني الخبر!
ففاضت عليّ شؤون نفسي ... وماجت بفكري ردايا قولي ... و تجلّت لعيني جراحات ُ ذنوبي تثعبُ دما ً ... فلم أملك سوابق عبرتي ... و انبعاثات دمعي ...
تذكرتُ تبتلاتي لرب الأرض والسماء ، بنصيبٍ من الحظ والرخاء، فلم يزدني ذلك إلا دمعا ً كدمع الخنساء ...
لعلني من زمرة الذين يقولون ربنا آتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق !!!
أم لعلني من الذين ظنوا أنهم الى الله لا يرجعون !!!
و كأنني لم أدرك ( ولللآخِرَةُ خَيرٌ لكَ مِنَ الأولَى ) ؟؟
انهال دمعي كالقطر ...حتى شرقتُ بماء عيني ... و شرقتْ عيني بمائها ...
تقطّعتُ حسرات ، و تصدعت ُ زفرات ، وتساقطت نفسي كمدا ً و غمّا ً ...و أسى ً وندما ً...
دمتُ على حالي تلك ... حتى تبينتُ صلب العمى ... وكشفتُ طريق الإياب ...
( وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنّة ٍ)
من دفق فؤادي ... إلى عرش الهادي ...
سألته ...خمائل مغفرته ... و سحائب رحمته ... والثبات على طريقه ... الثبـــات على طريقه !!! ما يضمّد الجراح ... و يهيّض الجناح ... و يجبر ماانفصل وانكسر ...
قبل أن يُقطع َ السببُ بي ... و تطوى صحيفتي ... و يخلو مكاني ... وألحق من غبرَ و ذهب ... في سبيل القرون الخالية ...
أنشد الأعشى :
شبابٌ وشيبٌ وافتقارٌ وثروةٌ **** فلله هذا الدهرُ كيف ترددا
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقى **** ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمتَ على أن لا تكون كمثله **** وأنك لم تُرصدْ لما كان أرصدا
<< Home