! يا أغلى أنتِ
إنْ كانَ وفاءً أنْ أذكركِ .. فوفاءً أنْ أبكيكِ .. أنْ أحكيكِ .. أنْ أرسمكِ .. أنْ أنقشكِ شعرًا .. أو أجمعكِ نثرًا .. أن أحفظَ كلّ أغانينا .. و خلفَ غناءِ الحبِّ أغنِّي بسماتكِ .. همساتكِ .. كلماتكِ .. يا أنتِ !
بريدي إليكِ .. عناويني تأتيكِ اليومَ تقبّلُ كلّ ليالِ الأمسِ .. و تلثمُ كلّ شروقٍ .. كلّ غروبٍ .. يحكيني في عينيِكِ و يحكيكِ .. إن حالتْ بينَ قوافي الشوقِ و بينَ لهيب الشعرِ مُخيلتي ، فمنْ يمنعُ الحبَّ ، من يحبسُ الذكرى ، من يُسكن كلَّ عيونٍ ضمّتكِ .. كلّ جراحٍ بعدَ فراقي تبكيكِ ؛ إذ تنزفُ ألمًا .. تنزفُ حرًّا يكويني .. يا أنتِ !
دعيني أقطفُ من تلكَ الأيامِ ورودًا .. أأنتِ قلتِ : " إنّه قلبي الذي يودُّ لو يملكَ زمامَ الأمرِ ليجعلَ كلّ فكرٍ يجولُ في ذهنِكِ و كلّ شعورٍ يخالجُ فؤادكِ و كلّ رغبةٍ تطلبينها ... كلّ ذلكَ يودُّ و يتمنّى لو يجعله حقيقةً تعيشينها بالطريقةِ التي تريدينَ ، و بالهدوءِ الذي تنشدينَ ، و باللذةِ التي تطلبينَ ، مع أنّه يظلّ يطلبكِ وحدكِ و يريدكِ له وحدّه ُ "
ايهٍ على الأيامِ كيفَ مضتْ ، و كيفَ هي اليوم تركضُ بنا عجلةً ، تشربنا .. تمتصُنا ، حتى إذا أُترعتْ عشنا منها ماضٍ و ذكرى .. ماضٍ بهِ كلّ الجنوحِ و أقسى الجنوحِ ، و ذكرى لها الدمعُ و البسمةُ و الحسرةُ .. يا أنتِ !
ليسَ هذا نسجُ خيالٍ و لا خربشةُ حرفٍ و لا بكاءُ ماضٍ و لا سكنُ جرحٍ ، إنّما هو نبضاتٌ و خفقاتٌ أشعلتِها بينَ أضلعي لأقفَ أمامَكِ ، و ابتسمُ لثنايا حبّكِ و رفيع أدبكِ و جميل ودّكِ و صدقَ عفوِكِ ، فأكونُ كما كنتِ تحبينَ ، و كما تمنيتِ أنْ أكونَ ، فرسمتِ لي سبيلاً أمضِيهِ ، أجزمُ أنكِ تحلُمينَ برؤيتي في رأسِهِ و على قمّتِهِ .. يا أنتِ!
.
.
.
يا أنتِ...!
<< Home