يشق على ذهني في كثير من الأحيان، تصور تلك الصورة التي كنتُ عليها عندما كنت طفلةً أحبوا، ثم طفلةً تتسلق الجدران كأي نملة واثقة من رشاقتها!
ويشق عليّ أيضاً، تصور تلك المرحلة التي تلت مرحلة الطفولة، حين كنت برعماً صغيراً، ثم طالبةً مجدة ، ثم شابةً حالمة ، ثم امرأةً يافعة، فـ عليلةً صامتة، ثم موظفةً محطمةً، لا هوية لها على أقل تقدير!
كلما تذكرت تلك المراحل، بدا لي ذلك بعيداً جداً، حتى إنني في كثير من الأحيان أتصور إنني لم أكن صغيرةً قط، أو حتى شابةً مراهقةً تمسك الوردة تلو الوردة جازةً أوراقها بسادية، متسائلةً في هذيان:
يحبني ؟... لا يحبني ؟... بل يحبني !
لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن أصدقاء الصبا يؤكدون باستمرار أنني كنت يوماً مثلهم، أجمع أزهار الربيع ، وأهديها –في كل مرةٍ- لواحدةٍ منهم.
ورغم أن لهذا الشهر - شهر رمضان - وحيه الخاص عند الكثير منا، إلا إنني دوماً ما أصادف فيه شجناً خاصاً، وذلك لقوة ارتباطه بأحداث وذكريات معينة، بت منذ زمن افتقدها كثيراً!
أحمد الله الذي بلغني رمضان ، وأسأل الله أن يعيده أعواماً عديدة ، وأزمنةً مديدة ... قبل أن أُوارى تحت الثرى .. وتبقى فقط الذكرى.
<< Home