إن تجرحي "هنداً" جرحتِ ضميري...وضياء قنديلي ونبض شعوري
حسدتُ هنداً بعد قراءتها... وتمنيت لو كان اسمي ..هــندُ
أَسَأَلْتِ كيف الحالُ يا هندُ؟
يَسُرَ السؤالُ وأَعْسَرَ الرَدُّ!
.
حالي بدارِ الغربتينِ خُطىً
مشلولةٌ فاسْتَفْحَلَ البُعْدُ
.
قلبي إذا أمسى على فَرَحٍ
فعلى رمـادِ فجيعةٍ يَغدو
.
لا الريحُ تلثمُ خَدَّ أشرعة
حيرى ولا الحرمانُ يَرْتَدُّ
.
كيفَ السبيلُ الى ضُحاكِ وفي
مُقَلِ الغريبِ تأبَّدَ السُّهْدُ؟
.
يا هندُ منذ طفولتي وأنا
راعٍ خِرافي الشوقُ والوَجْدُ
.
أدريكِ لا تدرينَ ما شَغَفي
وإن ادَّعَيْتِ بأنـكِ النــدُّ
.
لا تفطمي قلبي ... اسقِهِ حَبَباً
إنْ عَزَّ من كاساتِكِ الرَّفْدُ
.
الأسْرُ؟ أُمنيتي ... إليكَ يدي
أطْبِقْ ... فديتُكَ أَيُّها القَيْدُ
.
يا هندُ منذ طَرَقْتِني وأنا
طفلٌ ملاعبُ روحِهِ «نجدُ»
.
يا هندُ كيف عرفتِ أنَّ دمي
ظامٍ لنبضِ هواكِ يا هندُ؟
.
تُصغي الى شفتيكِ قافيةٌ
ما عاد ينسجُ بوحَها سَرْدُ
.
هاتَفْتِني فَغَفَوتُ من خَدَرٍ
وأَفَقْتُ ظمآناً ولا وِرْدُ
.
صوتٌ يَزخُّ من الشذا مطراً
زانَ العَفافُ صداهُ ... والحمدُ
.
أوراقيَ الخرساءُ مُذ سمعتْ
منكِ اللحونَ وسطرُها يحدو
.
تَوَّجْتِني عرشَ المنى فأنا
مَلِكٌ ولكنْ في الهوى «عبدُ»
.
عمري كرمل «سماوتي» عَصَفَتْ
ريحٌ به فَتَفَرَّقَ الحــَشْــدُ
.
ضُمّي إليكِ شتاتَ قافلتي...
طال الطريقُ وأشْبَكَ القَصْدُ
.
يا هندُ واحتالتْ على مَطَري
بيدٌ إذا زُرِعَتْ فلا حَصْدُ
.
يا هندُ أعيادي مَحَنَّطَةٌ
فَصِلي لتغدو ظبيةً تعدو
.
أنا أمَّةٌ في الحزنِ لا نَفَرٌ
أمّا الهوى فأنا به الفَرْدُ
.
بحري بلا جَزْرِ ... وأَخْيلتي
كالبحرِ لكنْ كلُّها مـــَدُّ
.
إنْ تَصْدِقي وعداً فقد ضَحِكتْ
شمسي وَمَدَّ بساطَه الودُّ
.
يا هندُ إنَ غَرَّبْتُ فالوَجدُ
دامٍ ... وإنْ شَرَّقْتُ فالصَدُّ
.
أنا جُثَّةٌ تمشي على قدمٍ
أمّا الثيابُ فانها اللحدُ
.
بيني وبينك ألفُ مانعةٍ...
إنْ دُكَّ سدٌّ قامَ لي سَدُّ
.
فأنا الخريفُ وأنتِ حقلُ منىً
يلهو به اللبلابُ والرَّنْدُ
.
وأنا الجفافُ وأنتِ نهرُ نَدىً
وأنا الكفافُ وعيشُكِ الرَغْدُ
.
وأنا البكاءُ وأنتِ أُغنيةٌ
وأنا الكسيحُ وَمَشْيُكِ الوَخْدُ
.
الدمعُ في كأسي يُخالطُهُ
طينٌ .. وأنتِ بكأسِكِ الشهدُ
.
أفكلـَّما أدنـو لداليــةٍ
تنأى القطوفُ ويقصرُ الزَّنْدُ؟
.
عَطَشُ المنافي شَلَّ أوردتي
فامطِرْ... كفاك البرق يا رَعْدُ
.
بعضُ الهوى يا هندُ عافيةٌ
للعاشقينَ ... وبعضُهُ وَأدُ
.
بردانُ ... ما للنارِ تُثْلِجني؟
أرأيتِ ناراً نَشْرُها البَرْدُ؟
.
وَيحي! أفي «الخمسين» تَصْرَعُني
رأْدٌ ويوهِنُ صخرتي رِئْدُ؟ُ؟
.
أَوَلَسْتُ قد أَغْلَقْتُ نافذتي؟
أمْ قد تناسى عهدَهُ العهدُ؟
.
نَثَرَتْ عليَّ بخورَ ضحكتها
فاذا بحنجرةِ الهوى تشدو
.
فَرَشَ الفؤادُ لها منازله
فهيَ المليكُ وأضلعي الجندُ
.
نَسَجَتْ دمي ثوباً يُطَرِّزُهُ
كَفَني .. وَظَنَّتْ أنه وَرْدُ !
.
رَقَصَتْ حروفي وانتشى طربا
قلمي وساطَ مداديَ السّعْدُ
.
يا هندُ هل مَسٌّ تَلَبَّسَني
لمّا طَرَقتِ الجفنَ يا هندُ؟
.
ما للقِلادةِ تَسْتَفِزُّ فمي
فيشبُّ بين أضالعي الوَقدُ؟
.
أَيَغارُ من عِقدٍ تَوَهَّمَهُ
شَفَةً فَجُنَّ فمي فلا رُشْدُ؟
.
عندي لجيدِكِ إنْ أردْتِ له
حِلَلاً حلالاً دونَها الهِنْدُ:
.
قُبَلٌ بلا إثمٍ تَنَظَّمَها
ثغرٌ به من خشيةٍ ردُّ
.
زُهدي بِجاهِ التِبْرِ حَبَّبَ ليْ
طينَ الفراتِ أنا امرؤٌ زَهْدُ
.
.
.